Skip to content Skip to footer

ميتافيرس: لها مالها، وعليها ما عليها

أعلنت شركة ميتا (فيسبوك) الأمريكية في مؤتمر ليب Leap 2023 عن إطلاق أكاديمية الميتافيرس المتخصّصة والأولى من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المتقدّمة وذلك بالشراكة مع أكاديمية “طويق” للتقنيات (واس). سوف تقدّم الأكاديمية عند الأول من شهر مايو مجموعة من برامج بناء القدرات التي ستسهم بدورها في رفع الوعي بعالم الميتافيرس وتأمين التدريب ذو الصلة وتخريج المهنيين. كما تهدف “ميتا” إلى استقطاب ألف ملتحق بأكاديمية الميتافيرس في المرحلة التجريبية خلال الأشهر الـ 18 الأولى. مكن للراغبين الالتحاق ببرنامج أكاديمية الميتافيرس التسجيل عبر زيارة هذا الرابط.

هذا الخبر يعيد نثر حزمة من الأسئلة بين التقنيين في المنطقة وهي أسئلة سبقنا بها المراقبين في الأوساط التقنية العالمية والتي تُشكك في مستقبل عالم الميتافيرس، لذا أردت مناقشة هذا الموضوع في هذه التدوينة.

ما هي ميتافيرس Metaverse

كلمة ميتافيرس مكونة من شقين، ميتا وتعنى (بعد) في اليونانية، و(فيرس) تعني الكون أو العالم، أي أن الكلمة تعني ما بعد الواقع. بالرغم من انتشار هذه الكلمة وتسويق شركة ميتا (فيسبوك) لها إلا أن هناك هالة من الغموض حول حقيقة هذا المنتج ويعزي البعض هذا الغموض إلى أنه لايزال هناك المزيد من العمل ليتم تطوير هذه التكنولوجيا بشكل كامل. لكن معظم المراقبين يعرف بأن الميتافيرس هي شبكة اجتماعية ضخمة تتضمن مزيجا من التقنيات وهي:

  • تقنية الواقع الافتراضي (VR)
  • تقنية الواقع المعزز (AR)
  • تقنية الواقع المختلط (MR)
  • بيئات ثلاثية الأبعاد 3D
  • تقنيات الذكاء الاصطناعي AI

تتفاعل جميع هذه التقنيات مع بعضها البعض في الوقت الحقيقي Real-Time وبشكل فعال ومستمر. يشترك في هذه الشبكة الاجتماعية عدد غير محدود من الأشخاص حول العالم ليعيشو في بيئة افتراضية تكاد أن تكون شبه حقيقة، بتواصلون بشكل حقيقي افتراضي في بيئات مشابهة تماماً للبيئات الموجودة في الواقع. ايضا تتم بين المستخدمين شتى أنواع التعاملات المختلفة كالتواصل والدفع والتجارة وغيرها. لن أطيل في شرح ماهي ميتافيرس وأحيلك إلى تدوينة كتبتها من قبل وتوضح الميتافيرس بشكل مبسط وتجدها على هذا الرابط.

الغموض يُحيط بمستقبل ميتافيرس

بالرغم من جهود المؤمنين في ميتافيرس وفي مقدمتهم مؤسس فيسبوك الذي حول اسم شركته إلى “ميتا” فإنه لا يزال الغموض يكتنف مستقبل Metaverse ، فهي لا تزال في المراحل الأولى من التطوير. في حين أن بعض مراقبي التكنولوجيا متحمسون بشأن الفرص المحتملة التي توفرها الميتافيرس بصفتها جيل جديد ومتطور كلياً من الشبكات الاجتماعية، بالمقابل هناك البعض الآخر يحذر من الآثار المترتبة على العالم الرقمي المتشابك.

يُجادل أنصار Metaverse بأنه لديها القدرة على إحداث ثورة في الطريقة التي يتفاعل بها الناس مع بعضهم البعض بفضل الأجهزة التي تُصنع لأجل الميتافيرس، كما أن التفاعل هو أعمق ويزداد أكثر بين الناس ومختلف الخدمات والتطبيقات والوسائط الغامرة. كما يشيرون إلى إمكانات Metaverse في تمكين أشكال جديدة من التعاون والتجارة.

من ناحية أخرى ، أثار منتقدو Metaverse مخاوف عديدة. ويشيرون إلى إمكانية أن تصبح العوالم الافتراضية أرضًا خصبة للجرائم الإلكترونية وخطر تعلق الناس بفكرة العالم الرقمي الغامر. بالإضافة إلى ذلك ، هناك أسئلة حول إمكانية أن تصبح Metaverse غرفة صدى لأفكار وإيديولوجيات محددة ، فضلاً عن إمكانية استخدامها كأداة للمراقبة والتحكم.

بالنظر إلى الحالة الحالية لـ Metaverse ، لا يزال من غير المؤكد ما سيخبئه المستقبل. بينما تتقدم التكنولوجيا بسرعة ، لا تزال هناك حاجة إلى معالجة العديد من الأشياء المجهولة قبل أن تصبح Metaverse الدعامة الأساسية في حياتنا. حتى ذلك الحين ، سيستمر النقاش حول مستقبل Metaverse. ودعنا نفحص بعض الأرقام والاحصاءات الصادرة عن جهات مُعتبرة وتوضح حالة عدم اليقين والشكوك الحالية المحيطة بمصداقية Metaverse المستقبلية:

  • وفقاً لمسح أجراه موقع The Verge ، من بين 1000 خبير تقني وكانت النتائج كالتالي:يعتقد 38٪ فقط أن Metaverse سيصبح مقبولًا على نطاق واسع بحلول عام 2040.
  • وجدت دراسة أجراها معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات الأمريكي أنه من بين 1000 مشارك ، هناك 24% فقط اعتبر أن Metaverse بديلاً قابلاً للتطبيق للمساحات والمناقشات الموجودة في الواقع.
  • كما أظهر استطلاع أجراه معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن 21٪ فقط ممن شملهم الاستطلاع وجدوا أن Metaverse منصة بديهية وموثوقة. توضح هذه الإحصائيات حالة عدم اليقين والشكوك الحالية المحيطة بمصداقية Metaverse المستقبلية.

هذا الغموض يدعمه قلة اهتمام من المستخدمين، وأوضح مؤشر على ذلك هو انخفاض عدد الباحثين عن كلمة ميتافيرس في محرك بحث جوجل حول العالم كما هوموضح في الرسم البياني أدناه (المصدر: Google Trends). أيضاً، مع مطلع العام الجالي لم تسجل ميتافيرس التحليق الذي روجت له شركة ميتا إذ يوجد حاليا أقل من 200 ألف مستخدم نشط شهرياً.

مؤشرات مُتفائلة على الجانب الآخر

  • تبلغ القيمة السوقية للشركات العاملة في مجال ميتافيرس أكثر من 14 تريليون دولار.
  • تُقدر قيمة سوق منتجات الواقع المعزز AR والواقع الافتراضي VR أكثر من 30 مليار دولار.
  • استثمرت شركة ميتا (فيسبوك) عشرة مليارات دولار.
  • أكثر من 500 شركة تعمل في بناء الميتافيرس، وجميعهم يحاولون بناء معيار أساسي بينهم.
  • استحقت شركة مايكروسوفت لقب أكبر شركة ميتافيرس في عام 2022.
  • 25% من المستخدمين سوف يستهلكون ساعة استخدام واحدة في ميتافيرس خلال عام 2026.
  • سيصل حجم سوق ميتافيرس بين 8 إلى 13 تريليون دولار في عام 2030.
توقعات بوصول حجم سوق ميتافيرس إلى قرابة 800 مليار دولار بحلول عام 2024. المصدر: بلومبيرج

السعودية تبدأ من نيوم

نيوم هي مدينة الابتكار والأحلام ولا يستغرب منها أن يُعلن قسم التطوير التقني والرقمي لمدينة نيوم في 1-فبراير للعام الحالي 2023 عن عن منصة XVRS، “منصة ميتافيرس الرقمية المزدوجة المعرفية”. ستمكن المنصة الزوار من أن يكون لهم تواجد آني في مدينة نيوم سواء فعلياً أو افتراضياً من خلال صورهم الرمزية (أفاتار Avatar) أو باستخدام تقنية هولوجرام. كما أعلنت المنصة في مؤتمر LEAP23 التقني الدولي في الرياض أنها بصدد تقديم سوق للعملة الرقمية المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال NFTs وتعتبر هذه سابقة لم تتحقق بعد في السعودية.

جوزف برادلي، الرئيس التنفيذي لدى شركة نيوم التقنية الرقمية القابضة

سيكون الأمر من خلال عرض تصميم لمدينة نيوم كاملة وذلك بالاستعانة بالمستخدمين للمنصة، ولتتضح الصورة أكثر فإنه يمكن زائريّ المنصة الافتراضيين أن يختاروا ما يناسبهم من مخططات الألوان للتصاميم الداخلية للشقق وبالتالي يمكن تطبيق هذه التصاميم بشكل فعلي في مدينة نيوم إذا تبين لإدارة المدينة بأنها تصاميم مناسبة وذات قيمة. أو لنقل أنه عند شراء عدد كاف من الأشخاص للشقق في المباني الافتراضية، فيمكن اتخاذ القرار من أجل أعمال البناء على أرض الواقع. الفكرة الجديدة في منصة XVRS أنها تدمج ما بين هو افتراضي في المنصة وبين ما هو واقعي في مدينة نيوم.

أيضاً يمكن لمنصة ميتافيرس الرقمية المزدوجة المعرفية XVRS أن تسمح لزوار المنصة الافتراضيين من الولايات المتحدة الأمريكية بعيش تجربة تسلق الجبال في المناطق المحيطة بمدينة نيوم، ويالها من فكرة تسيوقية رائعة. كما يمكن لأي رسام بأن ينشر صورة رمزية غير قابلة للاستبدال NFT ثم يشتريها أحد سكان مدينة نيوم ليتم طباعتها على جدار شقته في نيوم.

إن نيوم بخطوتها هذه إنما تبني أول عالم ميتافيرس افتراضي وحقيقي في نفس الوقت. انها التطبيق الفعلي لفكرة الدمج بين عالميّ الحقيقة والافتراضية الرقمية، وبالفعل قالها السيد جوزف برادلي، الريس التنفيذي لشركة نيوم التقنية الرقمية القابضة.

Show CommentsClose Comments

Leave a comment