هل اكتفى مؤشر تاسي بالهبوط أم يتعطش للمزيد

إخلاء مسئولية: هذه قرأة شخصية لحركة مؤشر تاسي الخاص بالأسهم السعودية. اعتمدت في ذلك على أدوات التحليل الفني. ليس هذا تقريراً ولا توصية مالية بل تدوينة تأتي في إطار مشاركة الأراء. أنشر هذا التقرير مع نهاية كل شهر ميلادي حتى يُساعد القارئ على فهم اتجاهات السوق في الشهر القادم.

الصورة التعبرية التي وضعتها كغلاف لهذه التدوينة هي من وحي خيال الذكاء الاصطناعي AI. لقد طلبت منه تخيل كيف يكون سوق الأسهم السعودي وقت ارتفاعه وصعودة. وضعتها كغلاف للتدونية من باب الدعابة مع أنها خالية من أي لمحات الإبداع والجمال. هذه الصورة التخيلية تثبت لك كيف يُغذى الذكاء الاصطناعي بثقافة من صنعه فهكذا يرانا ويتصورنا لأن الخلل في تصور من صنع ولقن ودرب ذكائهم الاصطناعي.

التقرير الشهري

وصل مؤشر سوق الأسهم السعودية إلى قاع 5,959 نقطة في نهاية شهر مايو 2020م. منها بدأ رحلة الصعود بشكل متواصل حتى مستوى 13,949 نقطة في مطلع شهر مايو 2022. أي أن رحلة الصعود استغرقت قرابة العامين ليقرر العودة لمسار الهبوط التدريجي حتى كسر حاجز 10,000 نقطة هبوطاً.

ما قلته سابقاً قرأته من الرسم البياني الأسبوعي أدناه، وبلغة التحليل الفني نلاحظ أن مستويات تصحيح فيبوناتشي الناتجة من رحلة الارتفاع، توضح أن مؤشر سوق الأسهم السعودية قد هبط حتى مستوى التصحيح بنسبة 38.2% محاولاً التماسك عنده مرتين. بعدها كسر مستوى 10,897 نقطة هبوطاً وصولاً لمستوى التصحيح بنسبة 50% محاولاً التماسك عنده مرتين. هل ينجح في الصمود أم أنه سيفشل كما حدث عند مستوى التصحيح بنسبة 38.2%.

إن كان من بارقة أمل فلنتفائل بأحجام التداول مع كل ارتداد يقوم به تاسي للأعلى كما أوضحته في الرسم البياني. لاحظ أنه عندما ارتدّ المؤشر صعوداً من مستوى 10,000 في 12-ديسمبر الماضي فقد رافقه ارتفاع هائل في حجم التداول متجاوزاً متوسط أحجام التداول لآخر 30 أسبوع. هذا يعني بكل بساطة أن المتداولين متفائلين بارتفاع السوق. نفس الشيء حدث في 28 فبراير حيث ارتفع مؤشر السوق وارتفع معه حجم التداول بشكل ملفت. هذا كله تلاحظه في الرسم البياني أعلاه.

المتجه الهابط يُشيطن مستوى 10,500 جاعلاً منه مقاومة عنيدة

المسار الهابط الذي تكون معنا منذ هبوط مؤشر سوق الأسهم السعودية من مستوى 13,949 نقطة قد كون مقاومة شرسة كما في الرسم البياني أعلاه. يحتاج مؤشر السوق إلى أخبار إيجابية قوية لتحول مساره نحو الصعود واختراق المتجه الهابط. نتفائل نعم ولكن بعقلانية ولنضع أعيننا على مستوى 9,954 نقطة فهو دعم واضح. إن قام مؤشر السوق بكسر مستوى الدعم هبوطاً فإننا متجهون نحو نسبة تصحيح فيبوناشي بنسبة 61.8% عند مستوى 9,011 نقطة. أعتقد بأنه في افضل الأحول فإن استقر مؤشر السوق فسوف يتأرجح بين 9,954 نقطة هبوطا و 10,500 نقطة صعوداً حتى يخترق أحدهما ليؤكد توجهه خلال الأشهر الماضية.

قطاعات البنوك وSTC تضغط والمواد الأساسية تدعم المؤشر

يأتي الضغط على المؤشر نحو الهبوط من قطاع البنوك وسهم STC بينما يدعم قطاع المواد الأساسية مؤشر تاسي ليصمدّ. نظرة سريعة على الرسم البياني أدناه يؤكد ذلك. هذه القوى هي التي ترجح ثبات السوق ومراوحته بين الثبات والصعود حتى 10,500 نقطة

مؤشر تاسي يراقب مؤشرات الأسهم الأمريكية والنفط

اسواق النفط من أهم محفزات سوق الأسهم السعودية والخليجية على حد سواء. الملاحظ من حركة نفط برنت أن هناك توجهاً نحو الصعود ونشأة إتجاه صاعد على الرسم البياني اليومي كما هو واضح أدناه. هناك مُحفز آخر لثبات السوق وصعوده بعض الشيء وهو مؤشر نازداك لسوق الأسهم الأمريكية الذي سجل بعض التماسك خلال الأسابيع الماضية بعد رحلة هبوط. يبدوا أن هذا التماسك سيعقبه ارتفاع في شهر مارس الحالي.

الخلاصة

يواجه مؤشر تاسي لسوق الأسهم السعودية ضغوطاً من قطاعات مهمة مثل البنوك وفنياً من المتجه الهابط الذي يظهر جلياً في الرسم البياني الأسبوعي. من المتوقع أن تستقر حركة مؤشر تاسي بين مستوى 10,500 نقطة ومستوى 9,954 نقطة. يعتبر 10,500 نقطة مقاومة صريحة بفعل المتجه الهابط ومستوى 9,954 نقطة دعم بفعل نسبة تصحيح فيبوناتشي بنسبة 50%.

قطاع المواد الأساسية داعم جيد لمؤشر تاسي كما أن قوة احتمال توجه أسعار النفط للصعود وكذلك مؤشر نازداك للأسهم الأمريكية هما عوامل دعم لمؤشر تاسي خلال شهر مارس الحالي.

نصيحة: إذا كنت غير متمرس في المتاجرة بالأسهم السعودية فأنصحك بالتدرب ولا تنسى بتجربة التداول الوهمي حتى تتقن وتفهم كيفية اقتناص فرص الشراء والبيع.