قبل نهاية شهر نوفمبر الماضي، أثناء زيارتي لدبي، قررت أشوف فيلم المُصارع في جزئه الثاني “Gladiator II”. بصراحة، كنت متحمس جداً، خاصة لما عرفت إن دنزل واشنطن له دور محوري فيه. الحماس ما كان من فراغ، لأن الجزء الأول من الفيلم محفور في ذاكرتنا كواحد من أروع الأفلام التاريخية.
رأيي عن دور دنزل واشنطن
الدور اللي قدمه دنزل كان مميز بكل ما تعنيه الكلمة. جسد شخصية ماكرينوس والذي رجل كان مصارعاً في الماضي، لكنه تحول إلى أحد كبار تجار العبيد والأسلحة وكان شخص ذكي يلعب أدوار سياسية خلف الكواليس. وأقدر أقول إن دوره مثل “حجر الزاوية” في الفيلم. يعني لو ما كان موجود، ما راح تكتمل الصورة. واشنطن أبدع في نقل شخصية ماكرينوس بتناقضاتها—قسوة وحكمة، قوة ودهاء. تنطبق عليه مقولة “احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة.” تصرفاته أحيانًا تخليك تتعاطف معه، وأحياناً أخرى تخاف من نواياه.

الأحداث والعالم
القصة تستكمل الأحداث بعد عشرين سنة من وفاة ماكسيموس (البطل في الجزء الأول). بطل هذا الجزء هو لوسيوس، اللي صار رجل ناضج ويحاول يواجه الظلم في روما. أجواء الفيلم أخذتنا لعصر الكولوسيوم من جديد، وكل شيء كان مبهر، من الموسيقى التصويرية اللي تجيب القشعريرة، إلى مشاهد القتال اللي تخليك تجلس على حافة مقعد السينما.
الحبكة والتفاعل بين الشخصيات
أكثر شيء شدني هو تفاعل دنزل واشنطن مع باقي الشخصيات، خصوصاً مع لوسيوس. حسيت إن بينهم صراع خفي، وجسدوا فكرة أن الرجال “تُعرف الرجال عند المواقف”. يعني النذل نذل مهما تظاهر بحس الأفعال وطبعا كل واحد عنده دوافعه وأسبابه في القصة، بس التوتر بينهم أضاف إثارة كبيرة للفيلم.
الأجواء في السينما
وأنا أشوف الفيلم في سينما دبي، كان واضح إن الجمهور كله مشدود ومتحمس. المشاهد كانت قوية والأداء التمثيلي عالي جداً. حتى التصوير السينمائي كان على مستوى عالمي—كل مشهد كان لوحة فنية بحد ذاته.
الخلاصة
“Gladiator II” فيلم ما يتفوت، خصوصاً لعشاق الأفلام التاريخية والملحمية. أداء دنزل واشنطن كان مثل الجوهرة في التاج، ونجح في إنه يثبت مرة ثانية إنه واحد من أعظم الممثلين في تاريخ السينما.
هذه أول مراجعة شخصية أكتبها عن فلم سينما في مدونتي الشخصية. بدأت الكتابة عن الأفلام لأني بين الفترة والأخرى ارتاد السينما عندما أجد فلم يستحق ذلك أو بصحبة أبنائي عندما يكون هناك فلم عائلي مناسب. لعل هذه السلسلة من التدوينات تضفي شيء من التنوع بعيداً عن التدوينات التقنية.